Search This Blog

Thursday, November 8, 2018

حب متأخر

مقالة أعجبتني .. حب متأخر:
للكاتب: أحمد حسن الزعبي.

يقول : من حيث المبدأ..
نحن متساوون في الحقوق والواجبات، بل في ساعات المكوث في البيت أيضاَ..

فمهنتي ككاتب لا تتطلب مني الخروج اليومي إلى العمل، ولا الذهاب إلى الصحيفة، ولا الالتزام بالجلوس خلف المكتب من الثامنة إلى الثالثة كالموظف المعتاد،

فغالباً أقضي نهاراتي في البيت، الزوجة تفكر في طبخة العيال، وأنا أفكّر في طبخة المقال.. هذا الجلوس الطويل كشف لي عن أهمية «ظل الراجل» في البيت،

فعندما يحضر الأولاد من المدرسة ينحنون نحو اليسار إلى المطبخ بحثاً عن أمهم، ولا ينحنون إلى اليمين حيث مكتبي بحثاً عنّي، رغم أن مكتبي مقابل للمطبخ تماماً،

لا أتوقّف كثيراً حول هذا «التطنيش»، أحياناً أسمع أمهم تقول لهم: «سلمتوا على أبوكم؟.. روحوا سلموا».. بين هذا الطلب وتنفيذه يستغرق الأمر من ربع إلى نصف ساعة، ولا أتوقف كثيراً حول هذا «التطنيش» أيضاً ..

فالدنيا زحمة، والطرق المؤدية من المطبخ إلى غرفتي تشهد ازدحاماً مرورياً كبيراً، بسبب «حلة المدارس»، وقد يستغرق منهم الوصول إليّ وقتاً أطول..

في نهاية المطاف يصلون نحوي فرادى وبقبلٍ باردة ممزوجة بطعم الشيبس الحار وعلكة الفراولة، بعد أن يكونوا قد أكلوا ما أحضروه من مدارسهم.

الخميس الماضي، وفور وصول أكبر الأبناء، خرجت بالصدفة من مكتبي لأرتدي سترة من غرفة النوم فوجدته يقف في المطبخ يهمّ بمناولة «الست الوالدة» شيئاً ما، وعندما رآني تراجع وأخفاه خلف ظهره، فأكملت طريقي دون انتباه..

وعند العودة ضبطته وهو يضع قربها «إصبع شوكولاتة» فاخراً قد اشتراه لها من مصروفه، وعندما رآني خجل مني ولم يعرف كيف يتدارك الموقف،

ثم بعد ثوانٍ حاول أن يخرج من جيب بنطاله «الجينز» حلوة على «ليمون» كانت ملتصقة في قعر الجيب بالكاد أخرجها، وعليها بعض قطع المحارم محاولاً إهدائي إياها شكرته وأعدتها إلى جيبه..

أنا لا أتوقف كثيراً حول هذا «التمييز العنصري»، صحيح أن الشوكولاتة التي اشتراها لأمه لذيذة جداً، ونفسي فيها إلى هذه اللحظة، لكنني لا أنزعج من ميلهم كل الميل نحو أمهم، فقد كنا مثلهم وأكثر،

رغم كدّ الأب وسفر الأب وتعب الأب وحنان الأب، إلا أن الجنوح يكون نحو الأم، وهذه طبيعة فطرية لا نتحكّم فيها!

الغريب أن الأولاد لا يكتشفون حبّهم الجارف لآبائهم إلا متأخراً، إما بعد الرحيل، وإما بعد المرض وفقدان الشهية للحياة ..!!

وهذا حب متأخر كثيراً حسب توقيت الأبوة.. الآن كلما تهت في قرار، أو ضاق عليّ طوق الحياة، أو ترددت في حسم مسألة .. تنهّدت وقلت: «وينك يابا»..

لو أعرف أن العمر قصير إلى هذا الحد، لكنت أكثر قرباً منك !!
انتهى مقال الأستاذ الزعبي.
———————

تعليق أحد الفضلاء:
نحن نعرف قيمة الملح عندما نفقده في الطعام ، وقيمة الأب عندما يموت  ويشغر مكان جلوسه في البيت ،،،،

إذ عندما يموت يفتقد الأبناء وجود ذلك البطل في حياتهم الذي كان يقودهم بثبات إلى بر الأمان ،،،،،

فالأسرة كلها مع الأب في رحلة الحياة كراكبي قطار في سفر طويل،،،،

لايعرفون قيمة قائد القطار إلا عندما يتعطل بهم ، ويبدأ قائده في التفاني لإصلاحه وإعادة تشغيله رغم ضخامته ،،،،،.

الأب وحده هو الذي لا يحسد ابنه على موهبته وتفوقه، بل بتفوقه يتباهى ويفرح ويفاخر ،،،،،،،،

والأب وحده هو الذي يخفي أخطاء إبنه ، ويغفرها ،،،،، وينساها،،،،،،

والأب وحده هو الذي يتمنى أن يكون ابنه أفضل منه في حياته ،،،،،،،

تأنيب الأب لابنه مؤلم في حينه، لكنه دواء ناجع حلو المذاق بعد التعلم منه والتماثل للشفاء والاستقامة ،،،،

تأنيب الأب يصدر من جوار قلبه لامن جدار قلبه،،،،، إذ يتألم وهو يؤنب ابنه.

قلب الأب هبة الله الرائعة لأبنائه،،،،،،،
ومن لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة تجاه أبناءه، فلا يحق له أن يتزوج وينجب الأبناء ،،،،،،

أخيراً أقول:
الأم تحب من كل قلبها ،،،،
والأب يحب بكل قوته،،،،،،

(رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).

واصلح لنا ذرياتنا ونياتنا.🌹

Thursday, September 13, 2018

شباب الخطوط مظلومون


شباب الخطوط مظلومون
لدي حساب في أحد البنوك الكبيرة لم استخدمه لفترة طويلة وقررت أن أُفَّعِلَّه وبسبب طول المدة أخبرني مدير الفرع أنه يتوجب علي فتح حساب جديد، ولكن علي الانتظار بسبب أن هناك برمجة تجري للنظام في الفرع، ففضلت القيام بذلك في يوم آخر وفي فرع آخر أقرب لسكني، وذلك ما فعلته اليوم إلا أني وجدت عدد المراجعين كبير ولا يوجد سوى موظف واحد (بدأت أتذكر لماذا توقفت عن التعامل مع هذا البنك) فعدت أدراجي.  ما لفت نظري هو الشبه الشديد بين الفرعين في طريقة تقديم الخدمة، وعادة تفخر الشركات بأن خدماتها ثابتة لا تتأثر باختلاف الفروع أو الأشخاص، لكن الثبات الذي رأيته لا أظنه سيكون مدعاة فخر لأي شركة تقدم خدمات للجمهور، لقد شعرت كأني دخلت على مجلس عزاء، فلم أرى سوى وجوه عبوسة لا تعرف البسمة طريق إليها.
حسناً، ما دخل شباب الخطوط؟ اقرأ في بعض وسائل التواصل الاجتماعي شكاوي هنا وهناك أن موظفي الخطوط لا يبتسمون، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.
شباب الخطوط يبتسمون حتى في أصعب الظروف، وهذا الكلام نابع من مشاهدة شخصية في سفرات متعددة، ولا سيما من المضيفين والمضيفات، وأكاد أجزم أن الابتسامات ستزيد في كل النقاط التي سيعبرها المسافر، حيث يتم تطبيق مبادرة الـ Top5 على كل نقاط الخدمة وجميع درجات السفر، وكذلك قرب الانتقال الكامل إلى الصالة الجديدة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والعديد من مشاريع التطوير الأخرى التي تشهدها صناعة الطيران في المملكة.
عبدالرحمن الطيب
في 3/1/1440هـ


Sunday, September 2, 2018

المرء يُعرف في الأنام بفعله

المرء يُعرف في الأنام بفعله
وخصائل المرء الكريم كأصلهِ

إصبر على حلو الزمان و مرّه
واعلم بأن الله بالغ أمرهِ

لا تستغب فتستغاب وربّما
من قال شيئاً قيل فيه بمثلهِ

وتجنب الفحشاء لاتنطق بها
ما دمت في جدّ الكلام وهزلهِ

وإذا الصديق أسى عليك بجهله
فاصفح لأجل الود ليس لأجلهِ

كم عالمٍ متفضل قد سبّه
من لا يُساوي غرزةً في نعلهِ

البحر تعلو فوقه جِيَف الفلا
والدرّ مطمورٌ بأسفل رملهِ

واعجب لعصفور يزاحم باشقا
إلاّ لطيشته وخفّة عقلهِ

إيّاك تجني سكرًا من حنظل
فالشيء يرجع بالمذاق لأصلهِ

في الجو مكتوبٌ على صحف الهوى
من يعمل المعروف يُجزى بمثلهِ

منسوبة إلى الشافعي رحمه الله

Saturday, June 9, 2018

الشاطئ

الشاطئ
أينَ يا شَطُّ لياليكَ الندِياتُ الحسانُ
أين غابت أين واراها عنِ العينِ الزمانُ
فَرَغَتْ كأسي وَجَفَّتْ من مُنى النفسِ الدِنانُ
أين يا شط لياليك النديات الحسان
راحَ أمسي وتولى مِنْ يدي
غيرُ ذِكرى تَبعثُ الماضي الدفين
آهِ مِن هامِ الغريبِ المُبْعَدِ
بين نارٍ وعذابٍ وحنين
لا رِمالُ الشطِ إذ راحَ يُناديها تُجيبُ
لا ولا يحنو على مدمعهِ الهامي حبيبُ
شَفَّهُ الوجدُ فأمسى من جَوى الوجْدِ يذوبُ
يَسألُ الليلَ عنِ الفجرِ البعيدِ
 ويُمَّني النفسَ باللُقْيا غَدا
فإذا لاحَ سنا الصُبحِ الجديدِ
ذهبتْ كُلُ أمانيهِ سُدى
هاهُنا أَشْرَقَ للأيامِ فجَري
وهاهُنا غَنَّتِ الأمواجُ والشُطآنُ والدُنيا لنا
أينَ ما كان على الشاطئِ مِن أَفراحِنا؟
من مُعيدي لِلَياليَ الخوالي
وعهودٍ خَلُدَتْ في خاطري
نَسبِقُ الفجرَ إلى شطِّ الجَمالِ
ونرى الماضي بعينِ الحاضرِ
                                            شعر: مصطفى عبد الرحمن
                                            لحن : عبد السلام عامر
                                            غناء : عبد الهادي بلخياط