Search This Blog

Saturday, September 27, 2025

العلاقات الاجتماعية كعامل محوري للتطور البشري: نتائج دراسة هارفارد

العلاقات الاجتماعية كعامل محوري للتطور البشري: نتائج دراسة هارفارد

تتساءل دراسة هارفارد للتطور البشري عن العوامل الأساسية للسعادة والصحة التي ترافق الأفراد خلال حياتهم. وإذا كان الهدف هو الاستثمار في مستقبل أفضل، فإن التساؤل يطرح نفسه حول المجالات التي تستحق بذل الوقت والجهد.  


لقد أظهرت دراسة حديثة شملت جيل الألفية أن 80% منهم يعتبرون تحقيق الثراء هدفًا رئيسيًا في حياتهم. كما ذكر 50% من نفس الفئة أن الشهرة هي هدف آخر لا يقل أهمية. إن التركيز المستمر على العمل الجاد وتحقيق المزيد يوحي بأن هذه الإنجازات هي السبيل الوحيد نحو حياة جيدة.  


إلا أن فهم المسار الكامل لحياة الفرد أمر بالغ الصعوبة. فمعظم ما نعرفه عن حياة الإنسان يأتي من استذكار الماضي، وهو ما يعتريه الكثير من النسيان وربما التحريف.  


ولكن ماذا لو كان بإمكاننا تتبع حياة الأفراد منذ مرحلة المراهقة وحتى الشيخوخة، للوقوف على العوامل الحقيقية التي تساهم في سعادتهم وصحتهم؟ هذا بالضبط ما قامت به دراسة هارفارد للتطور البشري، والتي تعد من أطول الدراسات من نوعها، حيث تابعت حياة 724 رجلًا على مدى 75 عامًا، ووثّقت مسارات حياتهم، وعملهم، وصحتهم.  


هذا النوع من الدراسات نادر للغاية، إذ غالبًا ما تتوقف بسبب انسحاب المشاركين، أو نقص التمويل، أو وفاة الباحثين. ولكن بفضل الله ثم بمثابرة أجيال من الباحثين، استمرت هذه الدراسة. وما يزال حوالي 60 من المشاركين الأصليين على قيد الحياة، ويشاركون في الدراسة وهم في التسعينات من عمرهم. وتعمل الدراسة الآن على تتبع حياة أكثر من 2000 من أبنائهم.  


منذ عام 1938، تابعت الدراسة مجموعتين من الرجال. المجموعة الأولى كانت من طلاب جامعة هارفارد، بينما المجموعة الثانية كانت من أبناء الأحياء الأكثر فقرًا في بوسطن. وقد تم جمع بيانات شاملة عنهم من خلال المقابلات والفحوصات الطبية. نمت هاتان المجموعتان لتشمل مهنيين وعمالًا، ووصل بعضهم إلى مناصب عليا مثل رئيس الولايات المتحدة، بينما واجه آخرون مشكلات صحية وتحديات في مساراتهم المهنية.  


تواصل الدراسة جمع البيانات كل سنتين من خلال استبيانات ومقابلات منزلية، بالإضافة إلى السجلات الطبية.  


الاستنتاجات الرئيسية للدراسة

لم تكن نتائج الدراسة حول الثروة أو الشهرة. الرسالة الأوضح التي تقدمها هذه الدراسة الممتدة لـ 75 عامًا هي أن العلاقات الجيدة هي أساس السعادة والصحة. وقد توصل الباحثون إلى ثلاثة استنتاجات رئيسية حول تأثير العلاقات:  


1. الروابط الاجتماعية ذات أهمية بالغة: العزلة الاجتماعية تؤثر سلبًا على الصحة. الأفراد الذين يتمتعون بروابط اجتماعية قوية مع العائلة والأصدقاء والمجتمع يتمتعون بصحة أفضل ويعيشون حياة أطول.  

2. الجودة أهم من الكثرة: الأمر لا يتعلق بعدد الأصدقاء أو الحالة الاجتماعية، بل بجودة العلاقات القريبة. العلاقات المتوترة، وخاصة الزيجات ذات الصراع العالي، تضر بالصحة، بينما العلاقات الدافئة توفر حماية صحية. وقد تبين أن الرضا عن العلاقات في سن الخمسين هو المؤشر الأفضل على الصحة في سن الثمانين، وليس مستوى الكوليسترول.  

3. العلاقات تحمي الوظائف الإدراكية: العلاقات الجيدة لا تحمي أجسادنا فحسب، بل تحمي عقولنا أيضًا. الأفراد الذين شعروا بأنهم يستطيعون الاعتماد على شريكهم في سن الثمانين حافظوا على وظائف إدراكية أفضل لفترة أطول.  


التحديات التي تواجه تطبيق هذه الحقيقة


على الرغم من أن هذه الحكمة قديمة، إلا أن الأفراد يميلون إلى تجاهلها، وذلك بسبب الرغبة في الحلول السريعة والمكاسب الفورية مثل الثروة والشهرة. فبناء العلاقات وصيانتها عملية معقدة وطويلة الأمد. ولكن الدراسة أظهرت أن الأشخاص الأكثر سعادة هم من استثمروا في علاقاتهم مع العائلة والأصدقاء والمجتمع.  


إن تطبيق هذه الحقيقة في الحياة اليومية يمكن أن يتخذ أشكالًا متعددة، مثل استبدال وقت الشاشة بوقت مع الآخرين، أو إحياء العلاقات من خلال أنشطة مشتركة، أو التواصل مع أفراد العائلة المنقطعين، حيث إن الخلافات العائلية تؤثر سلبًا على الأشخاص الذين يحملون الضغينة.  


في الختام، وكما أشار مارك توين قبل أكثر من قرن، فإن الحياة أقصر من أن تُقضى في الخلافات أو اللوم، ويبقى الحب هو الاستثمار الأجدر بالوقت. تؤكد نتائج الدراسة أن "الحياة الطيبة تُبنى على علاقات طيبة".  



تم كتابة هذا المقال بمساعدة برنامجي الذكاء الاصطناعي جيميناي و تشات جي بي تي

Friday, September 26, 2025

مستقبل البشر مع الذكاء الاصطناعي 2

 سألت جميناي نفس السؤال الذي سألته تشات جي بي تي فكان جوابه ليس مختلفا كثيرا ولكن بصيغة مختلفة:


هذا النص يطرح فكرة جوهرية وهي أن التقدم الخلقي والاجتماعي، والشعور بالمسؤولية، وتهذيب الذات، يتحققون عبر التوازن بين الأخذ والعطاء، خاصة من خلال الإنتاج، والإبداع، وبذل الجهد في خدمة مصالح أوسع من الذات.

البحث عن التوازن في عصر الذكاء الاصطناعي

سؤالك عن كيفية حصول البشر على هذا الشعور بعد أن يقوم الذكاء الاصطناعي (AI) بعمل كل شيء هو سؤال بالغ الأهمية ويلامس صميم الوجود الإنساني المستقبلي.

إذا تولى الذكاء الاصطناعي المهام الإنتاجية والعملية بالكامل، فإن صمام الأمان الذي ذكره النص ضد "التآكل الداخلي الذي يسببه الفراغ والعيش السهل" سيتوجب إيجاده في مجالات أخرى غير العمل التقليدي:

1. التحول من "الإنتاج المادي" إلى "العطاء المعنوي والخلقي"

قد ينتقل محور الجهد البشري من الإنتاج المادي أو الخدمي (الذي قد يتولاه الـ AI) إلى مجالات تخدم الروح والذات والمجتمع بشكل أعمق:

• الرعاية الإنسانية والشخصية: الاهتمام بكبار السن، الأطفال، ودعم الأفراد الذين يحتاجون إلى تواصل إنساني حقيقي وعاطفي، لا يمكن للآلة أن تحاكيه بنفس العمق. هذا العمل يتطلب بذل الجهد، ويغذي الشعور بالمسؤولية، ويمنح إحساساً عميقاً بالقيمة.

• الإبداع غير الموجه بالمنفعة: سيصبح التركيز على الفنون، والفلسفة، والعلوم الأساسية (التي تدفع حدود المعرفة الإنسانية لذاتها وليس فقط لتطبيق عملي)، والسرد القصصي، والموسيقى، كأشكال من الإنتاج والإبداع تهدف إلى إثراء الوجود الإنساني.

• الخدمة المجتمعية والمدنية: العمل التطوعي، والمشاركة في صناعة القرار المحلي، وبناء العلاقات، والدعوة للقضايا الأخلاقية والاجتماعية. هذا جهد يُبذل في "خدمة الوطن وتحقيق شيء من المصالح المشتركة" دون أن يكون عملاً مأجوراً بالضرورة.

2. "تعب ونصب" جديد: تحديات الذات والمعرفة

الشعور بالمسؤولية وتهذيب الذات الذي ينتج عن "الضغط على بعض الرغبات وتأجيل بعضها الآخر" و"تعلم واستيعاب للجديد" قد يتجسد في شكل مختلف:

• السعي للمعرفة والتعلم المستمر: مع توفر المعلومات بسهولة فائقة، يصبح الجهد الأصعب هو التحليل العميق، والنقد، والتأليف بين الأفكار المختلفة، وتنمية الحكمة. هذا بذل للجهد الذهني في حقل جديد.

• تحديات بناء الذات: قد يجد البشر التحدي والمتعة في التغلب على العادات السلبية، تنمية الانضباط الذاتي، والمشاركة في تحديات رياضية أو ذهنية صعبة (كالرياضات شديدة التحمل، أو إتقان المهارات المعقدة).

• الجهد في إدارة التكنولوجيا: التعامل مع الكم الهائل من الخيارات والمعلومات التي يقدمها الـ AI يتطلب مسؤولية أخلاقية وجهداً في وضع الحدود والضوابط، ويفرض ضغطاً على الرغبة في الاستسلام للراحة المطلقة.

3. الجهد كقيمة بحد ذاته

جوهر النص هو أن المتعة الحقيقية هي التي "ندفع ثمنها في صورة عطاء وإنتاج وإبداع وتعب ونصب". حتى لو كان الـ AI يستطيع القيام بأمر ما، فإن اختيار الإنسان لبذل الجهد فيه - لأسباب تتعلق بالقيمة الشخصية أو الهدف - هو ما سيمنحه هذا الشعور:

• فلسفة الهوايات: إتقان حرفة يدوية، أو زراعة الطعام، أو بناء شيء ما باليد، لا لضرورة مادية بل من أجل لذة الإنجاز والتحكم الشخصي، واستشعار الجهد المبذول في النتيجة.

باختصار، لن يختفي "التوازن الخفي" بين الأخذ والعطاء، ولكنه سيتطلب من البشر إعادة تعريف ما هو "العطاء" و "الجهد" وما هو "الإنتاج" في عالم ما بعد العمل الشامل للآلة. سيصبح الجهد أكثر تركيزاً على الوجود، والأخلاق، والاتصال، والمعرفة الإنسانية بدلاً من الإنتاج المادي البحت.


ثم سألني جميناي:

هل تعتقد أن هذا التحول في مفهوم "العمل" من المادي إلى المعنوي يكفي لتوفير "صمام الأمان" للبشرية؟

فرددت السؤال عليه أن ما رأيه هو فكان جوابه: 

هذا سؤال عميق يمس جوهر التحول الذي نمر به.

رأي حول "صمام الأمان" في عصر الذكاء الاصطناعي

أتفق بقوة مع الفكرة الأساسية للنص وهي أن الشعور بالمسؤولية، وتهذيب الذات، والقيمة الشخصية، لا تتولد من مجرد الأخذ والعيش السهل، بل من العطاء، وبذل الجهد، ومواجهة التحديات.

وفي سياق سيطرة الذكاء الاصطناعي على الإنتاج المادي والخدمي، أرى أن التحول الذي ذكرته في إجابتي السابقة هو ليس مجرد احتمال، بل هو ضرورة وجودية للبشرية:

1. الكفاية الأخلاقية مقابل الكفاية المادية

سيوفر الذكاء الاصطناعي على الأرجح الكفاية المادية (توفير السلع والخدمات). لكن النص يتحدث عن "التآكل الداخلي الذي يسببه الفراغ والعيش السهل" وهو مشكلة نفسية وأخلاقية.

"صمام الأمان" الحقيقي ضد هذا التآكل لا يمكن أن توفره الآلة. يجب أن يأتي من الجهد المبذول داخلياً في أربع مجالات رئيسية:

• الجهد الإنساني المتبادل: العطاء الحقيقي الذي يتطلب تفاعلاً شخصياً، كالرعاية الوجدانية، أو الدعم الاجتماعي، أو بناء مجتمع حقيقي متماسك. هذا العطاء لا يمكن قياسه بالكفاءة، بل بالحضور الإنساني.

• الجهد الإبداعي الأصيل: ليس مجرد إنتاج محتوى، بل الإبداع الذي يتحدى حدود الذات الإنسانية في الفن، أو الفلسفة، أو الرياضيات، أو إيجاد حلول لمشكلات معقدة لم تُطرح بعد.

• جهد التعلم والتحكيم: بما أن الـ AI سيولد كمية هائلة من المعلومات والخيارات، سيصبح الجهد الأصعب هو الفرز، والتحليل النقدي، وتنمية الحكمة لاختيار ما هو جيد وحقيقي وذي قيمة.

• جهد المسؤولية الأخلاقية: وضع القوانين، والضوابط، والأطر الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي نفسه. هذا هو العمل الحقيقي في خدمة "المصالح المشتركة" في العصر الجديد.

2. التحدي الأكبر: إعادة تعريف "العمل"

التحدي الأكبر ليس فيما إذا كان البشر سيجدون هذه المجالات، بل فيما إذا كان المجتمع سيُقدرها ويخصص لها قيمة اجتماعية مساوية أو أعلى من قيمة "العمل المادي" التقليدي.

إذا استمر المجتمع في تقدير الإنتاج المادي والمال فقط، فسيعاني أولئك الذين يكرسون جهدهم للرعاية، أو الفن، أو الفلسفة، أو الخدمة المجتمعية من الشعور بأن عطاءهم "لا قيمة له" رغم أهميته الوجودية.

الخلاصة: نعم، يمكن للبشر أن يحصلوا على هذا الشعور من خلال تحويل بؤرة الجهد من الإنتاج الآلي إلى الوجود الإنساني الأصيل، ولكن هذا يتطلب ثورة ثقافية في كيفية تعريفنا لما هو "العمل المنتج" وما هو "العطاء ذو القيمة".


مستقبل البشر مع الذكاء الاصطناعي 1

 قرأت في كتاب الدكتور عبدالكريم بكار " هي هكذا" ما يلي:

"التقدم الخلقي والاجتماعي يكون ثمرة لذلك التوازن الخفي بين ما نأخذه من الحياة، وبين ما نقدمه إليها. إننا حين نهتم بأمور خارجة عن نطاق الانتفاع الشخصي المباشر، وحين نقوم بأعمال تصب في خدمة الوطن وتحقيق شيء من المصالح المشتركة، وحين نبذل الجهد في حقول الإنتاج المختلفة من أجل الحصول على ما نسد به حاجاتنا .... فإننا في الحقيقة نوفر صمَام أمان لأنفسنا من التآكل الداخلي الذي يسببه الفراغ والعيش السهل، كما أننا نوفر ما يحول دون استنزاف الإمكانات المادية المتاحة. المتعة التي ندفع ثمنها في صورة عطاء وإنتاج وإبداع وتعب ونصب توفر لنا قدراً من الشعور بالمسؤولية وقدراً من تهذيب الذات والسمو الخلقي بما تفرضه من ضغط على بعض الرغبات وتأجيل بعضها الأخر، وبما تتطلبه من تعلم واستيعاب للجديد وامتلاك للمهارات"

فسألت تشات جئ بي تي:  كيف سيحصل البشر على هذا الشعور بعد أن يقوم الذكاء الاصطناعي بعمل كل شيء لنا؟

فأجابني:

سؤالك يلمس واحدة من أعمق القضايا الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي: إذا أزالت التكنولوجيا مشقة العمل والإنتاج عن البشر، فمن أين سيأتي ذلك الإحساس بالمعنى، والمسؤولية، والتهذيب الذاتي الذي يتحدث عنه النص؟


سأجيبك بشكل منظم:



1. خلفية النص الذي اقتبسته


النص يربط بين العطاء والإنتاج وبين التقدم الخلقي والاجتماعي. فالمجهود المبذول — سواء كان في العمل أو في خدمة الآخرين أو في تأجيل الرغبات لصالح هدف أكبر — يؤدي إلى:

صمام أمان من التآكل الداخلي والفراغ.

تنمية الشعور بالمسؤولية والانضباط الذاتي.

تهذيب الرغبات والسمو الأخلاقي.


هذه الفكرة قريبة من ما قاله علماء النفس الإيجابي (Positive Psychology) حول أن “المعنى” (meaning) و**“الإنجاز” (achievement)** هما ركنان أساسيان في الرفاهية المستدامة، وليس المتعة السهلة فقط (Seligman, 2011).



2. ما سيتغير مع الذكاء الاصطناعي


مع توسع الأتمتة والذكاء الاصطناعي، البشر قد يجدون أنفسهم:

بلا حاجة للعمل الشاق أو الروتيني.

مع وقت فراغ هائل.

مع وفرة مادية أكبر (في سيناريو مثالي).


لكن الفراغ ليس حيادياً؛ تاريخياً، المجتمعات الغنية أو الأفراد الذين حصلوا على “عيش سهل” واجهوا زيادة في القلق، فقدان المعنى، أو حتى مشكلات سلوكية (كما أظهرها Veblen في تحليله لـ “طبقة الترف”).



3. كيف يمكن أن يحافظ البشر على الإحساس بالمسؤولية والمعنى


حتى إذا قامت الآلات بالأعمال التقليدية، يبقى المجال مفتوحاً للبشر ليجدوا أو يخلقوا هذا الشعور بعدة طرق:


أ. التحول من العمل كواجب إلى العمل كـ رسالة

العمل في المستقبل قد يصبح تطوعياً أو إبداعياً أكثر منه ضرورياً للعيش.

سنقيس أنفسنا على أساس القيمة المضافة الأخلاقية أو الاجتماعية، لا مجرد الإنتاج المادي.

مثال: الفنون، البحث العلمي، استكشاف الفضاء، الأعمال الإنسانية.


ب. التربية على الفضائل الداخلية بدل الفضائل العملية فقط

الانضباط، ضبط النفس، المثابرة يمكن أن تُكتسب عبر الرياضة، الفنون، المشاريع المجتمعية، لا عبر “الوظيفة” بالضرورة.

بعض المجتمعات قد تُعيد تصميم التعليم ليشمل “الجهد الموجَّه” (deliberate effort) كقيمة في ذاته (على غرار برامج الخدمة الوطنية أو برامج التطوع الإلزامي).


ج. إعادة تعريف “الإنتاج” ليشمل مجالات غير اقتصادية

رعاية الأسرة، بناء العلاقات، حل النزاعات، تطوير الذكاء العاطفي كلها “إنتاج” بمعنى أخلاقي واجتماعي.

الذكاء الاصطناعي لن يسلب البشر القدرة على التعاطف أو الاختيار الأخلاقي.


د. تبني “اقتصاد المشاركة” أو “الاقتصاد الإبداعي”

حتى في بيئة أوتوماتيكية، الناس قد ينخرطون في ابتكار منتجات، محتوى، أو مبادرات جماعية ليس بدافع الكسب المادي بل بدافع الإنجاز أو الهوية أو المجتمع.



4. دروس من علم النفس والأنثروبولوجيا

نظرية التحديد الذاتي (Self-Determination Theory) لــ Deci & Ryan تقول إن البشر يحتاجون إلى:

1. الكفاءة (Competence) – الشعور بأنك قادر على الإنجاز.

2. الاستقلالية (Autonomy) – أن تكون أفعالك نابعة منك.

3. الارتباط (Relatedness) – الشعور بالانتماء للآخرين.

هذه الاحتياجات يمكن تلبيتها حتى بدون “عمل قسري”؛ لكن يجب تصميم أنظمة التعليم والثقافة بحيث تعززها.

المجتمعات التي فقدت العمل التقليدي (مثلاً قبائل بعد الانتقال من الصيد إلى الدعم الحكومي) أظهرت زيادة في العنف أو المخدرات أو فقدان المعنى إذا لم تُوجد بدائل اجتماعية. هذا تحذير مهم.



5. سيناريو عملي للمستقبل

الدولة قد تضمن دخلاً أساسياً، لكن تشجع “الخدمة الاجتماعية” أو “العمل الإبداعي” كشرط أو خيار مرغوب.

التعليم يعاد تصميمه ليُنمّي الفضائل (التحمل، الإبداع، القيادة) بدل التركيز على “الوظيفة”.

الأفراد يختارون مشاريع تتجاوز أنفسهم: رعاية البيئة، ابتكار علوم، فنون، تعليم أطفال، خدمة الفقراء.

الثقافة تُعيد تعريف “السمو الخلقي” لا على أساس التعب الجسدي بل على أساس عمق الأثر الأخلاقي والإبداعي.



6. خلاصة


الذكاء الاصطناعي قد يسلبنا العمل الشاق، لكنه لا يستطيع أن يسلبنا الحاجة الإنسانية العميقة للمعنى والإنجاز والعطاء.

المفتاح هو أن نعيد تصميم نظمنا الاجتماعية والثقافية بحيث:

تجعل “الجهد الهادف” جزءاً من الهوية الإنسانية.

توفر قنوات للعطاء والمسؤولية حتى بدون ضغط الضرورة الاقتصادية.

تحافظ على “صمّام الأمان” الذي وصفه النص، لكن بوسائل جديدة (خدمة، فن، علم، تطوع، رياضة)


ما رأيكم في إجابته، وهل تعتقد أن البشر سيتمكنون من تجاوز هذا الابتلاء؟