Search This Blog

Friday, September 26, 2025

مستقبل البشر مع الذكاء الاصطناعي 2

 سألت جميناي نفس السؤال الذي سألته تشات جي بي تي فكان جوابه ليس مختلفا كثيرا ولكن بصيغة مختلفة:


هذا النص يطرح فكرة جوهرية وهي أن التقدم الخلقي والاجتماعي، والشعور بالمسؤولية، وتهذيب الذات، يتحققون عبر التوازن بين الأخذ والعطاء، خاصة من خلال الإنتاج، والإبداع، وبذل الجهد في خدمة مصالح أوسع من الذات.

البحث عن التوازن في عصر الذكاء الاصطناعي

سؤالك عن كيفية حصول البشر على هذا الشعور بعد أن يقوم الذكاء الاصطناعي (AI) بعمل كل شيء هو سؤال بالغ الأهمية ويلامس صميم الوجود الإنساني المستقبلي.

إذا تولى الذكاء الاصطناعي المهام الإنتاجية والعملية بالكامل، فإن صمام الأمان الذي ذكره النص ضد "التآكل الداخلي الذي يسببه الفراغ والعيش السهل" سيتوجب إيجاده في مجالات أخرى غير العمل التقليدي:

1. التحول من "الإنتاج المادي" إلى "العطاء المعنوي والخلقي"

قد ينتقل محور الجهد البشري من الإنتاج المادي أو الخدمي (الذي قد يتولاه الـ AI) إلى مجالات تخدم الروح والذات والمجتمع بشكل أعمق:

• الرعاية الإنسانية والشخصية: الاهتمام بكبار السن، الأطفال، ودعم الأفراد الذين يحتاجون إلى تواصل إنساني حقيقي وعاطفي، لا يمكن للآلة أن تحاكيه بنفس العمق. هذا العمل يتطلب بذل الجهد، ويغذي الشعور بالمسؤولية، ويمنح إحساساً عميقاً بالقيمة.

• الإبداع غير الموجه بالمنفعة: سيصبح التركيز على الفنون، والفلسفة، والعلوم الأساسية (التي تدفع حدود المعرفة الإنسانية لذاتها وليس فقط لتطبيق عملي)، والسرد القصصي، والموسيقى، كأشكال من الإنتاج والإبداع تهدف إلى إثراء الوجود الإنساني.

• الخدمة المجتمعية والمدنية: العمل التطوعي، والمشاركة في صناعة القرار المحلي، وبناء العلاقات، والدعوة للقضايا الأخلاقية والاجتماعية. هذا جهد يُبذل في "خدمة الوطن وتحقيق شيء من المصالح المشتركة" دون أن يكون عملاً مأجوراً بالضرورة.

2. "تعب ونصب" جديد: تحديات الذات والمعرفة

الشعور بالمسؤولية وتهذيب الذات الذي ينتج عن "الضغط على بعض الرغبات وتأجيل بعضها الآخر" و"تعلم واستيعاب للجديد" قد يتجسد في شكل مختلف:

• السعي للمعرفة والتعلم المستمر: مع توفر المعلومات بسهولة فائقة، يصبح الجهد الأصعب هو التحليل العميق، والنقد، والتأليف بين الأفكار المختلفة، وتنمية الحكمة. هذا بذل للجهد الذهني في حقل جديد.

• تحديات بناء الذات: قد يجد البشر التحدي والمتعة في التغلب على العادات السلبية، تنمية الانضباط الذاتي، والمشاركة في تحديات رياضية أو ذهنية صعبة (كالرياضات شديدة التحمل، أو إتقان المهارات المعقدة).

• الجهد في إدارة التكنولوجيا: التعامل مع الكم الهائل من الخيارات والمعلومات التي يقدمها الـ AI يتطلب مسؤولية أخلاقية وجهداً في وضع الحدود والضوابط، ويفرض ضغطاً على الرغبة في الاستسلام للراحة المطلقة.

3. الجهد كقيمة بحد ذاته

جوهر النص هو أن المتعة الحقيقية هي التي "ندفع ثمنها في صورة عطاء وإنتاج وإبداع وتعب ونصب". حتى لو كان الـ AI يستطيع القيام بأمر ما، فإن اختيار الإنسان لبذل الجهد فيه - لأسباب تتعلق بالقيمة الشخصية أو الهدف - هو ما سيمنحه هذا الشعور:

• فلسفة الهوايات: إتقان حرفة يدوية، أو زراعة الطعام، أو بناء شيء ما باليد، لا لضرورة مادية بل من أجل لذة الإنجاز والتحكم الشخصي، واستشعار الجهد المبذول في النتيجة.

باختصار، لن يختفي "التوازن الخفي" بين الأخذ والعطاء، ولكنه سيتطلب من البشر إعادة تعريف ما هو "العطاء" و "الجهد" وما هو "الإنتاج" في عالم ما بعد العمل الشامل للآلة. سيصبح الجهد أكثر تركيزاً على الوجود، والأخلاق، والاتصال، والمعرفة الإنسانية بدلاً من الإنتاج المادي البحت.


ثم سألني جميناي:

هل تعتقد أن هذا التحول في مفهوم "العمل" من المادي إلى المعنوي يكفي لتوفير "صمام الأمان" للبشرية؟

فرددت السؤال عليه أن ما رأيه هو فكان جوابه: 

هذا سؤال عميق يمس جوهر التحول الذي نمر به.

رأي حول "صمام الأمان" في عصر الذكاء الاصطناعي

أتفق بقوة مع الفكرة الأساسية للنص وهي أن الشعور بالمسؤولية، وتهذيب الذات، والقيمة الشخصية، لا تتولد من مجرد الأخذ والعيش السهل، بل من العطاء، وبذل الجهد، ومواجهة التحديات.

وفي سياق سيطرة الذكاء الاصطناعي على الإنتاج المادي والخدمي، أرى أن التحول الذي ذكرته في إجابتي السابقة هو ليس مجرد احتمال، بل هو ضرورة وجودية للبشرية:

1. الكفاية الأخلاقية مقابل الكفاية المادية

سيوفر الذكاء الاصطناعي على الأرجح الكفاية المادية (توفير السلع والخدمات). لكن النص يتحدث عن "التآكل الداخلي الذي يسببه الفراغ والعيش السهل" وهو مشكلة نفسية وأخلاقية.

"صمام الأمان" الحقيقي ضد هذا التآكل لا يمكن أن توفره الآلة. يجب أن يأتي من الجهد المبذول داخلياً في أربع مجالات رئيسية:

• الجهد الإنساني المتبادل: العطاء الحقيقي الذي يتطلب تفاعلاً شخصياً، كالرعاية الوجدانية، أو الدعم الاجتماعي، أو بناء مجتمع حقيقي متماسك. هذا العطاء لا يمكن قياسه بالكفاءة، بل بالحضور الإنساني.

• الجهد الإبداعي الأصيل: ليس مجرد إنتاج محتوى، بل الإبداع الذي يتحدى حدود الذات الإنسانية في الفن، أو الفلسفة، أو الرياضيات، أو إيجاد حلول لمشكلات معقدة لم تُطرح بعد.

• جهد التعلم والتحكيم: بما أن الـ AI سيولد كمية هائلة من المعلومات والخيارات، سيصبح الجهد الأصعب هو الفرز، والتحليل النقدي، وتنمية الحكمة لاختيار ما هو جيد وحقيقي وذي قيمة.

• جهد المسؤولية الأخلاقية: وضع القوانين، والضوابط، والأطر الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي نفسه. هذا هو العمل الحقيقي في خدمة "المصالح المشتركة" في العصر الجديد.

2. التحدي الأكبر: إعادة تعريف "العمل"

التحدي الأكبر ليس فيما إذا كان البشر سيجدون هذه المجالات، بل فيما إذا كان المجتمع سيُقدرها ويخصص لها قيمة اجتماعية مساوية أو أعلى من قيمة "العمل المادي" التقليدي.

إذا استمر المجتمع في تقدير الإنتاج المادي والمال فقط، فسيعاني أولئك الذين يكرسون جهدهم للرعاية، أو الفن، أو الفلسفة، أو الخدمة المجتمعية من الشعور بأن عطاءهم "لا قيمة له" رغم أهميته الوجودية.

الخلاصة: نعم، يمكن للبشر أن يحصلوا على هذا الشعور من خلال تحويل بؤرة الجهد من الإنتاج الآلي إلى الوجود الإنساني الأصيل، ولكن هذا يتطلب ثورة ثقافية في كيفية تعريفنا لما هو "العمل المنتج" وما هو "العطاء ذو القيمة".


No comments:

Post a Comment