إني وقفت بباب الدار أسالها *** عن الحبيب الذي قد كان لي فيها
فما وجدتُ بها طيفاً يُكلمُّني *** سوى نواح حمامٍ في أعاليها
سألت: يا دار أين أحبابنا فهل رحلوا ؟*** ويا ترى أي أرضٍ خيموا فيها؟
قالت: قبيل العشاء شدوا رواحلهم *** وخلّفوني على الأطلال أبكيها
نادى الحمام عليِِ ّ لما رأى تلفي: *** هذي طريقهم إن كنت تقفيها
لحقت بهم فاستجابوا لي فقلت لهم: *** إني خادم لهذي العيس أحميها
قالوا: أتحمي جمالاً لست تعرفها؟ *** فقلت: أحمي جمالاً سادتي فيها
قالوا: ونحن بوادِ ما به زرع *** ولا طعامٌ ولا ماءٌ فنسقيها
خلُّوا جمالكم يرعون في كبدي *** لعل في كبدي تنمو مراعيها
روحُ المُحب على الأحكام صابرةٌ *** لعل مسقمها يوماً يداويها
لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيها
لا يسهر الليل إلا من به ألم ***ولا تحرق النار إلا رجل واطيها
لا تسلكن طريقا لست تعرفها *** بلا دليل فتغوى في نواحيها
No comments:
Post a Comment