Search This Blog

Monday, July 11, 2011

لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيها


إني وقفت بباب الدار أسالها *** عن الحبيب الذي قد كان لي فيها

فما وجدتُ بها طيفاً يُكلمُّني *** سوى نواح حمامٍ في أعاليها

سألت: يا دار أين أحبابنا فهل رحلوا ؟*** ويا ترى أي أرضٍ خيموا فيها؟

قالت: قبيل العشاء شدوا رواحلهم *** وخلّفوني على الأطلال أبكيها

نادى الحمام عليِِ ّ لما رأى تلفي: *** هذي طريقهم إن كنت تقفيها

لحقت بهم فاستجابوا لي فقلت لهم: *** إني خادم لهذي العيس أحميها

قالوا: أتحمي جمالاً لست تعرفها؟ *** فقلت: أحمي جمالاً سادتي فيها

قالوا: ونحن بوادِ ما به زرع *** ولا طعامٌ ولا ماءٌ فنسقيها

خلُّوا جمالكم يرعون في كبدي *** لعل في كبدي تنمو مراعيها

روحُ المُحب على الأحكام صابرةٌ *** لعل مسقمها يوماً يداويها

لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيها

لا يسهر الليل إلا من به ألم ***ولا تحرق النار إلا رجل واطيها

لا تسلكن طريقا لست تعرفها *** بلا دليل فتغوى في نواحيها

No comments:

Post a Comment